عبد الله بن رشيد بن عبد الله |
هو الورع الصالح الشيخ عبد الله بن رشيد بن عبد الله بن محمد
ولد رحمه الله في الحلوة عند أخواله العقيلي - وهم من الجبور من قبيلة بني خالد - ، عام 1335هـ تقريباً .
والدته :
هي فاطمة بنت راشد العقيلي . وقد طلقها والده وهو صغير ، وكان باراً بها .
نشأته :
نشأ رحمه الله في كنف والده في بيئة صالحة تجمع بين العبادة والتجارة بالإبل ، وصار اليد اليمنى لوالده في تجارته فنمت خبرته بالبادية ومعرفة رجالاتها وخاصة قبيلة الدواسر ، ومعرفة طرق الصحراء واتجاهاتها ومعرفة النجوم والمواسم ، ومعرفة الإبل وأماكن الرعي والاحتطاب .
طلبه للعلم :
قرأ القرآن والقراءة والكتابة وهو صغير السن. ثم قرأ على بعض العلماء الذين لهم دروس في جامع الحوطة ومنهم الشيخ صالح المطلق الذي كانت به علاقة قوية .
كما أظنه طلب العلم على من لهم دروس في وقت الطلب وبعضهم من أسرته كالشيخ عبد الله بن سعد ، ومن غيرهم كمحمد بن صالح الشثري وابن سبيت وغيرهم .
وقد انشغل بطلب الرزق وحاجة والده له عن اكمال مسيرته العلمية ، ولكن بقي حب العلم والقراءة ملازم له طوال حياته، فكان يقرأ الكتب المطولة وكان من آخر الكتب التي قرأها كتاب ( فقه السنة للشيخ سيد سابق ) .
شيء من سيرته:
تزوج ولما يبلغ 25عاماً وسكن مع والده ، ولما توفي والده رحمه الله خرج ونزل بأوالاده في بيت عمته هيا بنت عبد الله مقابل إصلاحه وصيانته وبقي عدد من السنوات ثم استأجر منزل زيد بن علي الشثري بمبلغ 100 ريال عربي لمدة 10 سنوات . عمل أثناءها في مزرعة الأمير عبد الله بن عبد الرحمن في الرويضة بالخرج ، ثم انتقل للرياض لعمل في البناء ولم يطب له المقام فعاد للحوطة .
سيرته الوظيفية :
طلبه الشيخ صالح بن مطلق أن يعمل كاتبا له في محكمة حفر الباطن عام 1388هـ ، فأمضى فيها عدة شهر عاد بعدها سريعاً للحوطة حين علم بمرض زوجته .
عمل بعد ذلك إماماً لمسجد الحميدي ثم التحق بمحكمة الحوطة مقدر شجاج ثم كاتب ضبط. وفي أثناء ذلك عمل في هيئة النظر حتى تقاعد عام 1418هـ .
مكانته الاجتماعية والعملية :
لدينه وصلاحه وسمو أخلاقه وحرصه على البعد عن المشاكل وبذله الجهد في أداء ما يجب عليه من أعمال بإتقان ، صارت له المكانة العالية عند الآخرين وصار محل ثقتهم ومنهم :
1- سماحة الإمام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : فقد كان يثق به فكان يرسل له مبالغ الصدقات التي يريد توزيعها في الحوطة وما حولها حتى توفي رحمه الله .
2- قضاة محكمة الحوطة : فكانوا يثقون به فنجد أنه لا تكاد توجد لجنة تحتاج لعضو فيها من المحكمة إلا كان هو هن يكلف بها ومن ذلك مشاركته في لجان تقدير المنازل المنزوعة من البلدية . كما أن خطه كان معتبراً عند جميع القضاة في الحوطة .
3- كان محبوبا من الأسر والقبائل في الحوطة ، يأتون لاستشارته وزيارته ، فكان مجلسه مفتوحاً للجميع ، وكان عنده اجتماعاً أسبوعياً بعد صلاة الجمعة يحضره كثير من أحبته لزيارته والسلام عليه .
4- كان رحمه الله مرجعاً لكثير من المزارعين لمعرفته بالنجوم وأوقات البذر .
عبادته :
عرف رحمه الله بصلاحه وعبادته وبعده عن المعاصي ، وقد سمعت منه حين كان يقص قصة حدثت له قديماً أنه رأى فتاة في الصحراء فأركبها حتى بيت أهلها ، فقام أحد الشباب هداه الله وقال مازحاً بسفه : ما سويت لها شي يا عم ؟ فغضب وقال : " والله من خبرت نفسي ما أعلم أني أقدمت على معصية وأنا متعمد لها " .
ولصلاحه نفع الله بقرأته على المرضى فكان يرحل له من أجل ذلك وقد رأيت عند بابه رجل يسأل عنه فذكر أنه جاء من حائل لما سمع من نفع قراته .
كما أنه رحمه الله لا يرضى أن يأخذ ريالاً واحداً مقابل ذلك ، ويذكر أنه قذ جاء رجل فعرض عليه مبلغاً من المال بعد أن قرأ على أحد أهله فرفض أن يأخذها وكان في مجلسه ، فلما دخل رحمه الله داخل منزله وضع الرجل المبلغ تحت المركى وكان ( 500 ريال ) فبعد حين وجدها فذهب بها للقاضي فسأله كيف يتصرف بها فحثه الشيخ أن يتصدق بها .
زوجته :
لم يتزوج رحمه الله في حياته إلا زوجة واحدة وهي نورة بنت إبراهيم بن الشيخ العالم القاضي محمد القريشي من العبادل من بني تميم .
وقد ضرب مثال للحب بين الزوجين فنجد أنه لما تأخر حملها في بداية زواجه عدد من السنين رفض أن يتزوج عليها بل رضي بما قسم له ، فكتب الله بينهما الذرية بعد ذلك .
كما نجد أنه ترك الوظيفة مع شيخه الذي كان يحبه ويوده لعلمه بمرضها ، فجاء للحوطة ليمرضها .
أبناؤه :
1- هياء : وهي كبرى بناته ، تزوجت علي بن عبد العزيز الشثري ورزقت منه ذرية صالحة .
2- فاطمة : وتزوجت عبد الله بن عبد الرحمن بن حسن الشثري ، ورزقت منه ذرية صالحة .
3- محمد : وبه يكنى ، وهو مدير مركز التدريب بإدارة التربية والتعليم بالحوطة ، وله ذرية مباركة صالحة وهم : بندر – وهو أكبرهم – وبدور وبدر ونورة وعبد الله وإبراهيم وعبد الرحمن وسارة وعبد العزيز .
4- سارة : وتزوجت صالح بن سعود بن عبد العزيز العوين رحمه الله ، ورزقت منه ذرية صالحة .
وفاته :
توفي رحمه الله في يوم الجمعة 7/ 1 / 1427هـ ودفن بالحوطة ، وحزن بوفاته الناس في الحوطة رحمه الله .